الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

منقول
تعريف التحريرات :
جمع د/ خالد أبو الجود عدة تعريفات للتحريرات ؛ لبيان حقيقة هذا الفن فقال في مقدمته لتحقيق الروض النضير :
التحريرات بالنسبة للقراءات اصطلاحا :-
أولا : تعريف الشيخ عبد الرازق موسى :
١- " تنقيح القراءة و تهذيبها من أي خطأ أو غموض " 
فهي بذلك تمنع التركيب في القراءات ، و تمنع خلط الروايات بعضها ببعض ، و تمنع إسناد القراءة لغير قارئها ، و كل هذا ممنوع في الحديث الشريف فقراءات القرآن من باب أولى ، لتعلقها بالرواية عن الله عز و جل في كلامه، قال ابن الجزري في النشر عن طرق القراءات التي جمعها و بيان منهجه في جمعها: " و هي أصح ما يوجد اليوم في الدنيا و أعلاه و لم نذكر فيها – أي في هذه الطرق – إلا ما ثبت عندنا أو عند من تقدمنا من أئمتنا عدالته ، وتحقق لقبه لمن أخذ عنه ، و صحت معاصرته ، و هذا التزام لم يقع لغيرنا ممن ألف في هذا العلم . "و غاية الغرض منه هنا تخليص الأوجه من التركيب .
٢- تنقيح القراءة من أي خطأ أو خلل كالتركيب مثلا و يقال له التلفيق
قال الأزميري : " التركيب حرام في القرآن على سبيل الرواية و مكروه كراهة تحريم على ما حققه أهل الدراية ، فقد قال السخاوي في جمال القراء " إن خلط هذه القراءات بعضها ببعض خطأ " ، و قال القسطلاني شارح البخاري في لطائفه " يجب على القارئ الاحتراز من التركيب في الطرق و تمييز بعضها من بعض و إلا وقع فيما لا يجوز وقراءة ما لا ينزل " .
٣- هو التمييز و التبيين . قال في النشر " و غاية ما ذكرنا من الكتب هو عدم التركيب .. ثم قال ... فإنها إذا فإنها إذا ميزت و بينت ارتفع ذلك التركيب و الله الموفق " . أقول : هذا التمييز و التبيين هو ما أسماه علماء القراءات بالتحريرات .
ثانيا : تعريف محمد بن يالوشة :"التحرير وهو إتقان الشيء و إمعان النظر فيه من غير زيادة أو نقصان ." وهو تعريف من خلال المعنى اللغوي .
ثالثا : الشيخ الأزميري في عمدة العرفان :"التدقيق في القراءات و تقويمها و العمل على تمييز كل رواية على حدة من طرقها الصحيحة و عدم خلط رواية بأخرى" .
رابعا الشيخ محمد المتولي :"تخليص الأوجه من التركيب ."
خامسا : تعريف ابن الجزري : وفائدة ما عيناه و فصلناه من الطرق و ذكرنا من الكتب هو عدم التركيب يعني التلفيق فإنها إذا ميزت و بينت ارتفع ذلك والذين ميزوا هم المحررون .
سادسا : تعريف الشيخ عبد الباسط هاشم :"هو تنقيح القراءة القرآنية و تهذيبها و ذلك من حيث إثبات ما منع أو منع ما أثبت خطا أو تعديل قراءة أو زيادة عليها" .
سابعا : علم يبحث في الأوجه المختلفة من حيث تقديم بعضها على بعض وترتيبها حين تجتمع مع غيرها وبيان ما يطرح ويصح في حال الجمع والإفراد .
ثامنا : دكتور إيهاب فكري : "هو ضبط عزو المرويات إلى الطرق التي وردت منها بحيث لا ينسب حرف لغير من ورد عنه".
تاسعا : دكتور إبراهيم الدوسري : " تخليص القراءات المختلف فيها من التركيب و ذلك بنسبة الطرق إلى أصحابها ، و بمعرفتها يسلم القارئ من الخلط و التلفيق الممتنعين رواية ".
عاشرا : بعض العلماء : مجموع اختيارات للمصنفين في هذا الفن .
الرد على التعريف : عمل المحررين لا يسم اختيارات وإنما يعتبر تحقيقا علميا مبنيا على مقابلة ما في النشر مع أصوله التي ذكرها الحافظ جزئية جزئية وتنظيما للقراءات عند تلقى الطالب القرآن بالقراءات في ختمة واحدة منعا للتركيب والتلفيق ويمكن القول بأن عملهم هذا يشبه ما يفعله علماء الرواية في الحديث فمهمة المحررين هي تمييز الطرق وترتيب الروايات بحيث لا يحصل تركيب قراءة على أخرى لأن هذا يؤدى إلى القراءة بالشاذ أو بما لم ينزل وهذا غير مقبول عند الله عز وجل.)ا.هـ
ثم ذكر د/ خالد أبو الجود رأيه وتعريفه قائلا : التعريف الراجح : من كل ما سبق يتلخص لنا أن بعض العلماء قد عرفوا التحريرات من خلال المعنى اللغوي و هي التعريفات من أولا حتى خامسا ، و البعض كان تعريفه مجانبا للصواب مثل التعريف عاشرا ، و أما التعريف سابعا فقد ذكر صاحبه أنه "علم يبحث في الأوجه المختلفة "
و التحرير يبحث في القراءات و المرويات و الطرق و الأوجه و بالتالي فالتحريرات أشمل وأعم من قول المعرف في تعريفه فلو قال : " علم يبحث في القراءات و المرويات و الطرق " لكان أولى و أحسن ، و تَبقَّى التعريف سادسا و ثامنا و تاسعا و جميعها لم يقيد القراءات والطرق و الروايات بأنها التي وردت في النشر فقط فما خرج عن النشر لا يبحث في تحريره؛ لأنه أصبح شاذا رواية .
ومن هنا اقترح هذا التعريف :
" هو علم يبحث في تنقيح القراءات القرآنية التي ذكرت في كتاب النشر وتهذيبها وتخليص القراءات المختلف فيها من التركيب ، وذلك بنسبة الطرق إلى أصحابها بحيث لا ينسب حرف لغير من ورد عنه ".)ا.هـ تحـ الروض النضير ص
أقول : والتحريرات أيضا تقييد لمطلق كما هو الحال في قول الشاطبي(وَفي الرُّشْدِ حَرِّكْ وَافْتَحِ الضَّمَّ شُلْشُلاَ وَفِي الْكَهْفِ حُسْنَاهُ ) والمقصود به آخر الكهف فقط ، وكذا إطلاق لمقيد كقوله في الشاطبية (يُوَارِي أُوَارِي فِي العُقُودِ بِخُلْفِهِ) ويدخل معهما (يواري ) في سورة الأعراف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق